تعريف
المنهج الوصفي
المنهج الوصفي
هو طريقة من طرق التحليل والتفسير بشكل علمي منظم من أجل الوصول إلى أغراض محددة
لوضعية اجتماعية أو مشكلة اجتماعية أو إنسانية، ويعطي " أمين الساعاتي "
تعريفا شاملا للمنهج الوصفي فيقول:
" يعتمد المنهج الوصفي على دراسة الظاهرة
كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبّر عنها كيفيا أو كميا. فالتعبير
الكيفي يصف لنا الظاهرة ويوضح خصائصها، أما التعبير الكمي فيعطيها وصفا رقميا يوضح
مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة ارتباطها مع الظواهر الأخرى
".
وهو
عملية تُقدَّم بها المادة العلمية كما هي. ولذلك فإنه يكون في نهاية المطاف عبارة عن
دليل علمي. فالمنهج الوصفي إذن يقوم على استقراء المواد العلمية التي تخدم إشكالا ما
أو قضية ما وعرضها عرضا مرتبا ترتيبا منهجيا، وقد يكون الوصف تعبيريا فيسمى “العرض”،
أو يكون رمزيا فيسمى “التكشيف”.
وهو أيضا يقوم
على الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية وصفا لها، للوصول بذلك إلى إثبات الحقائق العلمية.
والمنهج الوصفي مكمل لمنهج الاسترداد التاريخي الذي يصف الظواهر في تطورها الماضي حتى
يصل بها إلى الوقت الحاضر.
ولهذا يكاد المنهج
الوصفي يشمل كافة المناهج الأخرى باستثناء المنهجين التاريخي والتجريبي، ذلك لأن عملية
الوصف والتحليل للظواهر تكاد تكون مسألة مشتركة وموجودة في كافة أنواع البحوث العلمية.
والباحث حينما
يستخدم المنهج الوصفي، لا يقوم بحصر الظواهر ووصفها جميعها، وإنما يقوم بانتقاء الظواهر
التي تخدم غرضه من الدراسة ثم يصفها ليتوصل بذلك إلى إثبات الحقيقة العلمية.
إن
الوصف بمعناه الشامل كما بين النهاري والسر يحي هو ” الحصول على معلومات تتعلق
بالحالة الراهنة للظاهرة موضوع الدراسة لتحديد طبيعة تلك الظاهرة والتعرف على
العلاقات المتداخلة في حدوث تلك الظاهرة ووصفها وتصويرها وتحليل المتغيرات المؤثرة
في نشوئها ونموها”.
يعتبر المنهج
الوصفي مظلة واسعة ومرنة تتضمن عددا من المناهج والاساليب الفرعية المساعدة مثل
المسوح الاجتماعية أو الدراسات الميدانية أو دراسة الحالة وغيرها. ولهذا يكاد
المنهج الوصفي يشمل كافة المناهج الاخرى باستثناء المنهجين التاريخي والتجريبي،
ذلك لأن عملية الوصف والتحليل للظواهر تكاد تكون مسألة مشتركة وموجودة في كافة
انواع البحوث العلمية.
يشيع استخدام
هذا المنهج في الدراسات التي تصف وتفسر الوضع الراهن أو ما هو كائن في أرض الواقع
للظاهرة، وكذلك في الدراسات التي تهتم بتكوين الفرضيات واختبارها. كما يعد هذا
النوع من البحوث ذو أهمية خاصة في مجال الدراسات الإنسانية، لاسيما أنه يستخدم
للكشف عن آراء الناس ومعتقداتهم واتجاهاتهم إزاء موقف معين، كما يستخدم أيضاً
للوقوف على قضية محددة تتعلق بجماعة أو فئة معينة.
لا يقف المنهج
الوصفي عند مجرد جمع بيانات وصفية حول الظاهرة وإنما يتعدى ذلك إلى محاولة التشخيص
والتحليل والربط والتفسير لهذه البيانات وتصنيفها وقياسها وبيان نوعية العلاقة بين
متغيراتها واسبابها واتجاهاتها واستخلاص النتائج منها وما الى ذلك من جوانب تدور
حول سبر اغوار مشكلة او ظاهرة معينة والتعرف على حقيقتها في ارض الواقع، ثم الوصول
إلى تعميمات بشأن الموقف أو الظاهرة موضوع الدراسة.
بالرغم من أن
الهدف الرئيس للمنهج الوصفي هو فهم الحاضر لتوجيه المستقبل، فإنه يشمل في كثير من
الأحيان على عمليات تنبؤ لمستقبل الظواهر و الأحداث التي يدرسها. من خلال تقديم
صورة عن معدل التغير السابق في ظاهرة ما بما يسمح للإنسان من التخطيط العام لبعض
جوانب المستقبل. لكن قدرة الدراسات الوصفية على التنبؤ بصفة عامة تبقى محدودة وذلك
لصعوبة الظاهرة الاجتماعية وتعقدها وتعرضها لعوامل متعددة تؤثر على سرعة تطورها أو
تغيرها
لا تقف البحوث
الوصفية – كما أشرنا- في كثير من الحالات عند حد الوصف أو التشخيص الوصفي، ولكنها
تهتم أيضاً بتقرير ما ينبغي أن تكون عليه الأشياء والظواهر التي يتناولها البحث
وذلك في ضوء قيم أو معايير معينة واقتراح الخطوات أو الأساليب التي يمكن أن تتبع
للوصول بها إلى الصورة التي ينبغي أن تكون عليه في ضوء هذه المعايير أو القيم.
وهذه البحوث تسمى بالبحوث الوصفية المعيارية أو التقويمية.
تستخدم البحوث
الوصفية بأنواعها المختلفة لجمع البيانات والمعلومات أساليب ووسائل متعددة: مثل الملاحظة،
والمقابلة، والاختبارات، والاستفتاءات، والمقاييس المتدرجة، وغيرها.
القاعدة
الأساس هي أن الباحثين لا يقدمون في الدراسات الوصفية مجرد اعتقادات خاصة، أو
بيانات مستمدة من ملاحظات عرضية أو سطحية، كما أنهم ليسوا مجرد مبوبين أو مجدولين،
ولكنهم يجمعون الأدلة على أساس فرض أو نظرية ما، ثم يقومون بتبويب البيانات
وتلخيصها بعناية، ثم يحللونها بعمق، في محاولة لاستخلاص تعميمات ذات مغزى تؤدي إلى
تقدم المعرفة.
الخطوات التي يقوم الباحثون في المنهج الوصفي:
(1) الشعور
بالمشكلة، وجمع بيانات تساعد على تحديدها، والتأكد من وجودها الحقيقي.
(2) تحديد
ملامح وخصائص الظاهرة أو المشكلة والتعرف على الجوانب غير الواضحة منها لدراستها.
(3) وضع
التساؤلات أو الفرضيات الخاصة بموضوع الدراسة.
(4) تحديد
متغيرات المشكلة وطبيعة العلاقات بين هذه المتغيرات.
(5) تحديد
نوع وطبيعة المعلومات المطلوبة.
(6) تحديد
مجتمع الدراسة واختيار العينة التي ستجرى عليها الدراسة مع توضيح حجم هذه العينة
وأسلوب اختيارها.
(7) اختيار
أساليب جمع البيانات أو إعدادها.
(8) وضع
قواعد لتصنيف البيانات تتسم بعدم الغموض، وملاءمة الغرض من الدراسة، والقدرة على
إبراز أوجه التشابه أو الاختلاف أو العلاقات ذات المغزى.
(9) تقنين
أساليب جمع البيانات.
(10) القيام
بملاحظات موضوعية منتقاة بطريقة منظمة ومميزة بشكل دقيق.
(11) وصف النتائج
وتحليلها وتفسيرها في عبارات واضحة محددة.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar